(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) [سورة النور آية : ٢] ، وقال عليهالسلام : " قد جعل الله لهن سبيلا" (١).
وأخرج من كان عنده من الزناة محبوسا فجلدهم مائة مائة وخلاهم ، ثم فصل عليهالسلام حد الزاني فجعل للذكر الجلد ، وللأنثى الرجم ، وقال : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ) [سورة النساء آية : ١٥] ، ولم يذكر الذكور ؛ لأنه معلوم أن حد الزناة مثل حد الزواني فاكتفى بذكر أحد الصنفين.
والفاحشة هنا الزنا ، واستشهدوا مثل اشهدوا كما تقول : استوقد نارا ، أي : أوقد ، هذا قول ، والأجود أن يقال : استشهد ، طلب الإشهاد.
واستوقد طلب الاستضاءة بالنار ، ولا يجوز أن يكون افعل واستفعل بمعنى واحد ، كما لا يكون علم واستعلم بمعنى واحد.
الرابع : الصنيع ، قال الله : (إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً) [سورة النساء آية : ٢٢] أي : صنيعا.
الخامس : العلة ، قال : (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) [سورة النساء آية : ٣٤] ، أي : علة ، تقول : إذا نشزت المرأة على زوجها فله أن يهجرها من غير أن يمنعها النفقة والسكنى ، وإذا أطاعته فلا يبغ عليها سبيلا ، أي : لا يكلفها حبه ، فإن ذلك لا تملكه.
السادس : الدين ، قال الله : (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة النساء آية : ١١٥] ، أي : غير دينهم ، وقال : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ) [سورة النحل آية : ١٢٥].
السابع : الهدى ، قال : (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) [سورة النساء آية : ٨٨] ، والإضلال هاهنا التسمية كما تقول : جهلت الرجل إذا سميته جاهلا ، وعدلته إذا سميته عدلا ، ومثله قوله : (فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ) [سورة الروم آية : ٢٩] ، أي : من حكم عليه باسم الضلال عقوبة له.
__________________
(١) أخرجه مسلم من حديث عبادة بن الصامت (١٦٩١) ، وأخرجه الترمذي أيضا (١٤٣٤) ، وأخرجه ابن ماجه (٢٥٥٠) ، وأخرجه أحمد (١٥٤٨٠) ، وأخرجه الدارمي (٢٣٢٧).