وقوله : (شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) ابتداء وليس بجواب ، ولو كان جوابا كان ما بعده من قوله : (شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ).
والشهادة في قوله : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) [سورة الأنعام آية : ٧٣] ، بمعنى المشاهدة ، وأصل الكلمة الظهور ، ومنه قيل : شاهده ؛ أي : ظهر به ظهور المقابل بالشهادة ، ويشهد ذكر الشهادة وهو قول : أشهد أن لا إله إلا هو ، وتشاهدوا : تعاونوا على إقامة الشهادة.
وقال : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) [سورة البروج آية : ٣] قيل : الشاهد : محمد صلوات الله عليه ، والمشهود : يوم القيامة ، والشهد : العسل على ما شوهد في موضعه قبل أن يصفى.
والشهادة في قوله تعالى : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [سورة البقرة آية : ١٨٥] الحضور ؛ يعني : من كان حاضرا في أهله ، ومن شرائط ذلك الصحة ، والشاهد قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [سورة البقرة آية : ١٨٥].