الثاني : المن والسلوى ؛ قال : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) [سورة طه آية : ٨١] وهو راجع إلى الأول ؛ لأن ذلك كان حلالا ، ويجوز أن يكون المراد أنه طيب المطعم ، ومثله : (وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) [سورة يونس آية : ٩٣] ، وقوله : (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) [سورة الجاثية آية : ١٦].
الثالث : الطعام اللذيذ ، واللباس الحسن ، والجماع ؛ قال الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) [سورة المائدة آية : ٨٧] وكان قوم من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد هموا بترك ملاذ الدنيا ؛ فأنزل الله هذه الآية ، ونحوه قوله : (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) [سورة الإسراء آية : ٧٠] ، ومثله : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) [سورة الأعراف آية : ٣٢] أي : لم يحرم الله ذلك فاللفظ لفظ الاستفهام ، والمعنى الإنكار ، وهو يرجع إلى معنى الأمر باستعمال هذه الأشياء من وجوهه وحله.
الرابع : الشحوم ولحوم الإبل ؛ قال الله : (حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) [سورة النساء آية : ١٦٠] فالمراد أنه عجل عليهم طائفة من العذاب ؛ فحرم عليهم من الماء كل ما كانت حلالا لهم ، وهي ما ذكر في قوله تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا) [سورة الأنعام آية : ١٤٦ ، النحل : ١١٨] كذا وكذا وذلك ما كان من ظلمهم.
الخامس : الذبائح ؛ قال : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) [سورة المائدة آية : ٤] يعني : الذبائح ، والشاهد قوله : (وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ) [سورة المائدة آية : ٤] فقرر ذلك بما هو من جنسه.
السادس : الغنيمة ؛ قال : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ) [سورة الأنفال آية : ٢٦] إلى أن قال : (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) [سورة الأنفال آية : ٢٦] جاء في التفسير أنه أراد الغنيمة يوم بدر ؛ لأنه في قصد بدر وأواكم ؛ يعني : أنه أسكنكم المدينة ، وقال في آخر السورة : (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً) [سورة الأنفال آية : ٦٩] ، ويجوز