مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ) [سورة البقرة آية : ٢٦٧] ، وقوله : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) فسألوا عن القدر الذي تنفقون ، فقال : ما يفضل عنكم ويسهل عليكم إنفاقه تنفقونه ؛ وهو قليل لتنالوا به الكثير من الثواب.
الثاني : الترك ؛ وهو قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ) [سورة البقرة آية : ٢٣٨]. أي إلا أن يتركز لكم ما يجد لهن من وصف الصداق أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح يعني : الزوج ، وعفوه أن يعطي المهر كاملا وليس هو الولي ؛ لأنه ليس للولي أن يترك من مهر المرأة شيئا ، ومثله قوله : (فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ) [سورة البقرة آية : ١٨٧] ، وقوله : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) [سورة البقرة آية : ١٧٨].
الثالث : العفو عن الذنب ؛ قال الله : (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) [سورة التوبة آية : ٤٣] وفي هذا دليل على أن الأنبياء يذنبون ؛ لأنه إذا لم يكن ذنب لم يكن عفو ولكن ذنوبهم صغائر.