المومنون آية : ٧١] أنه لو وافق الحق أهوائهم ولعبادة هذه الأصنام ؛ فجعل موافقة الحق أهوائهم إتباعا من الحق لهواهم على سبيل المجاز ، وقال : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) [سورة الأنبياء آية : ٢٢] أي : لهلكنا ولم نقوم ، ومن هذه الآية أخذ المتكلمون دليل التمانع ، ومن قوله : (وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) [سورة المؤمنون آية : ٩١].
الثالث : القحط ، قال الله : (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) [سورة الروم آية : ٤١] أي : قد كسبوا الذنوب فعجل لهم العقوبة بالقحط ، ودليل ذلك قوله : (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [سورة الروم آية : ٤١] أي : لكي يتذكروا فيتوبوا ، ولعلا هاهنا بمعنى لام كي ، وفي هذا دليل على أن بعض ما يحمل الله العبد من المكاره تنبيه وبعضه عقوبة.
الرابع : ضد الصلاح ؛ قال : (وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) [سورة البقرة آية : ٢٠٥] ، وقال تعالى : (إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها) [سورة النمل آية : ٣٤] ، وقال : (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها) [سورة الأعراف آية : ٥٦ ، ٨٥].
الخامس : قوله : (إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [سورة يونس آية : ٨١] يعني : السحرة ، وقال بعضهم : الفساد في قوله : (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) [سورة الكهف آية : ٩٤] القتل ، وكذلك في قوله : (أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) [سورة الأعراف آية : ١٢٧] ولا أعرف صحة ذلك ، وعندنا أن الفساد في هذا الموضع ضد الصلاح والقتل داخل في ذلك.