وقال قطرب : بل معناه أكبر منها ؛ وهو الذباب وما يجري مجراه ، ولا يقال : هذا حمار وفوق الحمار ، أو نملة فوق النملة ؛ بمعنى أصغر من ذلك ، وإنما يكون ذلك في الصفات ، يقال : هذا صغير وفوق الصغير.
ورد آخرون ذلك ، وقالوا : قد يقال : هو حمار وفوق الحمار ، كما يقال : هو صغير وفوق الصغير ليس بين الصفة والاسم في هذا فرق.
الثاني : بمعنى أفضل ؛ قال تعالى : (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [سورة الفتح آية : ١٠] والمعنى ما يفعل الله بهم من الخير ويعطيهم من الثواب أفضل مما بذلوه من البيعة يوم الحديبية.
وقيل : يد الله في الوفاء فوق أيديهم ، وقيل : يد الله في المنة عليهم حين هداهم فوق أيديهم ، وتلخيص هذا أن نعمة الله عليهم فيما هداهم له من الإيمان فوق إجابتهم الرسول وطاعتهم له واليد النعمة.
وقال الضحاك : يد الله عليكم في الثواب فوق أيديكم في النصر.
الثالث : بمعنى أكثر ؛ قال الله : (فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ) [سورة النساء آية : ١١].
الرابع : أرفع في المنزلة ؛ قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [سورة البقرة آية : ٢١٢] ، وهكذا قوله : (وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) [سورة آل عمران آية : ٥٥] أي : هم أرفع منزلة.
الخامس : بمعنى على ؛ قال : (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) [سورة الأنعام آية : ١٦٥] أي : رفع الأغنياء على الفقراء في اليسار ، ثم قال : (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [سورة الزخرف آية : ٣٢] فأخبر أنه فعل ذلك لتطرد أمور الدنيا والخير بعد ذلك ، والخيرة فيما عنده.
السادس : قوله تعالى : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ) [سورة الأحزاب آية : ١٠] أي : من أعلى الوادي ، وذلك من علو بعض الأرض على بعض من غير أن يكون له سمك ظاهر.