بعذاب الله. والمراد أنه إذا أصابه أذى من الناس لسبب إيمانه جزع منه ، كما يجزع من عذاب الله ، يحث على الصبر عند مس الأذى.
الثالث : الضلال ، قال الله : (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ) [سورة فاطر آية : ١٦٢] ، أي : لستم تضلون إلا من هو ضال ، أي : ليس يتبعكم على عبادة الأوثان إلا من هو مثلكم في الضلال.
والهاء في عليه راجعة إلى ما الذي ، في قوله : (فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ) [سورة فاطر آية : ١٦١] ، وهو مثل قولك : ما هلك فلان إلا على يد فلان.
الرابع : الصد والاستزلال ، قال الله : (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ) [سورة المائدة آية : ٤٩] ، وقال : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) [سورة الإسراء آية : ٧٣].
الخامس : الكفر والشرك ، قال الله : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) [سورة البقرة آية : ١٩١].
السادس : الإثم ، قال الله : (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) [سورة التوبة آية : ٤٩] ، قال : (وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) [سورة الحديد آية : ١٤] أي : أثمتم.
السابع : العبرة ، قال تعالى : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) [سورة الممتحنة آية : ٥] ، أي : يعتبرون أمرهم بأمرنا فإذا رافها في ضر وبلاء ورأوا أنفسهم في غبطة ورخاء ؛ ظنوا أنهم على الحق وأننا على الباطل.
الثامن : الجواب ، قال : (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ) [سورة الأنعام آية : ٢٣] ، أي : جوابهم ؛ لأنهم حين سئلوا اختبر ما عندهم بالسؤال ؛ فلم يكن الجواب عن ذلك الاختبار إلا هذا القول ونتكلم في قوله : (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) [سورة الأنعام آية : ٢٤] ، فيما بعد إن شاء الله.