الخامس : الغنيمة ، قال الله : (وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ) [سورة النساء آية : ٧٣] ، ومثله كثير.
السادس : الخلف ، قال تعالى : (وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً) [سورة البقرة آية : ٢٦٨] ، أي : مغفرة عند الصلاة ، والفضل الخلف مما أخرج في الصدقة.
السابع : اللطف ، قال تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً) [سورة النور آية : ٢١] ، أي : لو لا لطفه وتوفيقه لم تكونوا أزكياء.
والخطاب للمؤمنين وإذا فعل الإنسان ما يرضى به عنه سمي زاكيا وزكيا ، ومن ثم يقال للزرع إذا بلغ المبلغ الذي يريده الزارع ؛ أنه قد زكا ، : (اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ) [سورة النساء آية : ٤٩] ، أي : يفعل من يشاء من المكلفين ما يصير به مطيعا ؛ إذا كان في معلومه أنه يقبل ويصلح.
ويجوز أن يكون المراد أنه يخبر بصلاح من يشاء ، وفضله حتى يكون زكيا عند الخلق إذا كان كذلك.
الثامن : الجنة ، قال : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً) [سورة الأحزاب آية : ٤٧] ، وقد خرج لنا وجه آخر وهو ، قوله : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى) [سورة النور آية : ٢٢] ، يعني : بالفضل الغنى ، أي : لا يخلف أحد منكم على منع ذوي القربى واليتامى والمساكين بره ؛ إذا كان له غنى وسعة ، والواسع الغني.
والآية نزلت في أبي بكر رضي الله عنه ، وذلك أنه لما خاض يشطح مع أهل الأنكت في قذف عائشة رحمها الله حلف أبو بكر أن يمنعه بره وفضله ، وكان في عيال أبي بكر فنهاه الله عن ذلك فانتهى ، وعاد للإفضال عليه والبر له ، ويقال : الله واسع بمعنى أنه غني ، وللعبد موسع وقد أوسع مثل أيسر.