وفي هذا دليل على أنه لم يقض الكفر ؛ لأنه ليس حق فقد قال : (وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) [سورة آل عمران آية : ١١٢] ، فدل على أن قتلهم ليس من قضائه لإخباره أنه لا يقضي إلا بالحق ، وإن زعموا أن قتلهم من قضائه لزمهم أن يقولوا أن قتلهم حق ؛ لأن قضاءه حق.
وقرئ يقضي الحق ، ويقضي أجود هنا ، لقولنا : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) [سورة يوسف آية : ٤٠ ، ٦٧ ، الأنعام : ٥٧] ، والحكم والقضاء واحد ، وجميع هذه الوجوه راجع إلى ما قلنا من الأحكام ، والفراغ من نفس الشيء أو حكمه أو الخبر عنه.