الثالث : قوله : (وَلِباسُ التَّقْوى) [سورة الأعراف آية : ٢٦] ، قالوا معناه : العمل الصالح ، وهو على هذا التاويل مرتفع على الابتداء ، وذلك من صفته ، وقيل معناه أن ستر العورة لباس المتقين ، وقيل : رفع بإضمار هو والمعنى ، ولباس التقوى وهو خير ، وقيل : لباس التقوى اللباس الخشن الذي يلبسه من يختار العبادة ، وأشير به إلى الصوف ، وبالأول إلى الكتان والقطن ، وقيل : هو لباس الصلاة ، لأن الصلاة أحق ما يسمى بالتقوى ، وقيل : أنزلنا عليكم الوحي الذي فيه لباس التقوى ، ولباس التقوى على هذين التأويلين منصوب ، وقال ابن الكلبي : لباس التقوى العفاف ؛ لأن المؤمن لا تبدوا عورته وإن كان عاريا ، والفاجر لا يزال تبدوا عورته وإن كان كاسيا ، وذكر اللباس هاهنا الذكر عن بني آدم.