يُونُسَ) [سورة يونس آية : ٩٨] ، مردود إلى قوله : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) [سورة يونس آية : ٩٦] ، إلا قوم يونس.
ويكون على أن يؤمن أهل قرية بأسرها ، حتى لا يشتد منهم أحد إلا قوم يونس ، يقول : فهلا كانت القرى كذلك ، وهذا الوجه أجود من الأول ، وقال بعضهم : إلا هاهنا بمعنى سوى ، أي : فهلا أهل قرية سوى قوم يونس آمنوا فنفعهم إيمانهم وزال عنهم العذاب ، وعندنا أنهم آمنوا قبل أن يروا من العذاب ما يقع به العلم الضروري ؛ بأنهم لو صاروا إلى ذلك كانوا ملجأين ، والملجأ غير محمود على فعل الخير.
قال الثاني : بمعنى هلا ، قال الله : (فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ) [سورة هود آية : ١٦١] ، وقوله : (فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا) [سورة الأنعام آية : ٤٣] ، وقوله : (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) [سورة الواقعة آية : ٨٦] وكذلك لو ما في قوله تعالى : (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ) [سورة الحجر آية : ٧] ، أي : هلا وهذا والأول عندنا سواء.
الثالث : التي تكون لأمر لا يقع لوقوع غيره ، قال الله : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [سورة يس آية : ١٤٣ ـ ١٤٤] ، وقيل : المسبحون المصلون ، وقد ذكرناه ، ويجوز أن يكون من التسبيح.