يهتدون بالنور قال أنه : (نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) على وجه المجاز ، وقد دلت العقول على أنه ليس بنور على الحقيقة ؛ لأنه خالق الأنوار ، ولو كان الله نورا على الحقيقة لما أظلمت الدنيا أبدا ؛ لأن الله موجود ومع وجود النور لا تكون الظلمة ثم شبه نوره بمصباح أي : مثل دلالاته الخلق في وضوحها كمثل المصباح ، ولا يجوز أن يشبه نفسه بالمصباح ؛ لأنه لا شبيه له.
الثالث : النهار ، قال الله : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) [سورة الأنعام آية : ١] يعني : الليل والنهار.
الرابع : ضوء القمر ، قال الله : (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً) [سورة نوح آية : ١٦].
وقال أهل العربية : يجوز أن يكون : (فِيهِنَّ نُوراً) وهو في السماء الدنيا ؛ لأنهن كالشيء الواحد.
وجاء في التفسير أن وجه الشمس تضيء لأهل الأرض وظهرها لأهل السماء ، وقال بعضهم : (فِيهِنَّ نُوراً) أي : معهن ضياء يستضيء به أهل الأرض.
الخامس : قوله تعالى : (انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) [سورة الحديد آية : ١٣] ، وقوله : (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) [سورة الحديد آية : ١٢] وهو نور يجعله الله للمؤمنين يمشون فيه إلى الموقف وعلى الصراط.
السادس : بيان الحلال والحرام ، قال الله : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ) [سورة المائدة آية : ٤٤] ، ومثله : (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ) [سورة الأنعام آية : ٩١].
السابع : القرآن ، قال : (وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) [سورة التغابن آية : ٨] ، وقال : (اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) [سورة الأعراف آية : ١٥٧] ، وقوله : (جَعَلْناهُ نُوراً) [سورة الشورى آية : ٥٢] وسمي نور البيان الذي فيه ؛ لأنه يهتدي به كما يهتدي بالنور.