[سورة النساء آية : ١١٩] ، وهم لم يتولوا الشيطان على الحقيقة ، ولكن لما كانت أعمالهم أعمال من يتولى الشيطان قال : إنهم أولياؤه ، وأنت تقول لصاحبك : أنت ولي الشيطان وأنت تعلم أنه ليس بوليه ولكن تقول ذلك ؛ لأنه يفعل ما يريده.
السادس : بمعنى الناصر ، قال الله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) [سورة المائدة آية : ٥٥] فهو في الله بمعنى الناصر وفي الرسول بمعنى الهادي المرشد ؛ لأن الولي ينصر وليه ويهديه ، وقال : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) [سورة البقرة آية : ٢٥٧] أي : ناصرهم ومرشدهم ومتكفل بأمورهم كولي الطفل يكفيه أموره ، وأما قوله تعالى : (وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ) [سورة الأنفال آية : ٣٤] فمعناه أنه أي : شيء لهم في رفع العذاب عنهم يوم القيامة وهم يصدون عن المسجد الحرام أراد أمر الحديبية ، وما كانوا أولياء المسجد ما أولياؤه إلا المتقون وهم النبي والمؤمنون ، وذلك أن الله لم يجعل ولايته إليهم وإنما جعلها للمتقين ، وولي البيت من يلي إصلاحه وعمارته كولي الطفل يلي إصلاح أمره وتثمير ماله ثم شرح ذلك بقوله : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) [سورة التوبة آية : ٢٨] وفي هذا دليل على أن ما يجعله الله لبعض عباده يجوز أن يغلبه عليه غيره ؛ لأنهم كانوا يتصرفون في المسجد الحرام ولم يجعله الله لهم.