تبسطها كل البسط) [سورة الإسراء آية : ٢٩] يأمره عزوجل بالتوسط في النفقة والعطية ولم يرد الغل ولا البسط على الحقيقة فقال : (بل يداه مبسوطتان) أي : نعمتاه الظاهرة والباطنة ، أو نعمته في باب الدين ونعمته في باب الدنيا مبسوطتان على الخلق ينفق كيف يشاء يتوجه إلى نعمته في الدنيا أي : يرزق منها من يشاء ما يشاء.
الثاني : بمعنى التوكيد ، وهو قوله تعالى : (خلقت بيدي) [سورة ص آية : ٧٥] أي : خلقت أنا ، كما تقول : هذا ما كسبت يدك فتذكر اليد توكيدا ، والمعنى : أنت كسبت.
الثالث : بمعنى الجارحة ، قال الله : (ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء) [سورة الممتحنة آية : ٢].
الرابع : بمعنى القدرة ، قال تعالى : (قل إن الفضل بيد الله) [سورة آل عمران آية : ٧٣] أي : هو القادر عليه : (يؤتيه من يشاء) [سورة آل عمران آية : ٧٣] أي : يعطيه من يريده إذا كان يصلح له ، وقيل : الفضل هاهنا النبوة ، وقيل : هو الإحسان والنعمة ، والله أعلم ، واليد أيضا في غير القرآن السلطان في قولهم : ليس لك عليه يد ، ويجوز أن يكون هذا بمعنى القدرة ، وجاءت أيضا كناية عن الملك ، في قولهم : هذا في يدي أي : في ملكي ، ويستعمل في ابتداء العمل في قولهم : وضع يده في العمل أي : ابتدأه.
واليد البركة في قوله عليهالسلام" يد الله على الشريكين" (١). أي : بركته ، وتجيء صلة في قولهم : لا كلمتك يد الدهر ، واليد الحفظ والكلاه في قوله عليهالسلام" لا تزال هذه الأمة تحت يد الله ما لم يمال في كذا شيء" (٢) ذكره وقد أنسيته.
__________________
(١) أخرجه الدارقطني في السنن مرسلا من حديث سعيد بن حيان التيمي (٢٩١١).
(٢) أخرجه ابن المبارك مرسلا من حديث الحسن البصري (٨٢١) ، وابن أبي الدنيا في العقوبات (٤) ، والداني في السنن الواردة في الفتن (٣٣١).