الخامس : تمام العذاب وبلوغ المراد منه ، قال : (وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ) [سورة هود آية ٤٤].
السادس : بمعنى الشيء ، قال : (وَإِذا قَضى أَمْراً) [سورة البقرة آية ١١٧]. أي : إذا أراد إحكام شيء لم يتعذر عليه.
ومثله : (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) [سورة الشورى آية ٥٣] أي : تصير الأشياء إلى حيث لا يحكم فيه سواه ولا يقدر عليه غيره.
وجاء في التفسير أنه أراد بقوله تعالى : (وَإِذا قَضى أَمْراً). عيسى عليهالسلام أنه يكون من غير أب.
السابع : هزيمة الكفار وقتلهم ببدر ، قال الله تعالى : (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً) ، ثم قال : (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً) [سورة الأنفال آية ٤٤] أراد هزيمة الكفار وأسرهم جزاء لهم على كفرهم ونصرة المؤمنين عليهم.
الثامن : القيامة ، قال الله تعالى : (فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِ) [سورة غافر آية ٧٨]. يعني : القيامة ، وقيل : أراد به قتل الكفار ببدر. والأول الوجه.
__________________
". قال المفسرون : فهذه هي الحسرة إذا ذبح الموت ، فلو مات أحد فرحا مات أهل الجنة ، ولو مات أحد حزنا مات أهل النار.
ومن موجبات الحسرة ، ما روى عديّ بن حاتم عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : " «يؤتى يوم القيامة بناس إلى الجنة ، حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها ونظروا إلى قصورها ، نودوا : أن اصرفوهم عنها ، لا نصيب لهم فيها ، فيرجعون بحسرة ما رجع الأوّلون بمثلها ، فيقولون : يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا كان أهون علينا ؛ قال : ذلك أردت بكم ، كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم ، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ، تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم ، هبتم الناس ولم تهابوني ، وأجللتم الناس ولم تجلّوني ، تركتم للناس ولم تتركوا لي ، فاليوم أذيقكم العذاب مع ما حرمتكم من الثواب". ومن موجبات الحسرة ما روي عن ابن مسعود قال : ليس من نفس يوم القيامة إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة ، وبيت في النار ، ثم يقال : يعني لهؤلاء : لو عملتم ، ولأهل الجنة : لو لا أن منّ الله عليكم. ومن موجبات الحسرة : قطع الرجاء عند إطباق النار على أهلها. [زاد المسير : ٢ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦].