الثاني : النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) [سورة الزخرف آية : ٨١] قيل : أول الموحدين لله من أهل زمانه ، ومثله : (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) [سورة الأنعام آية : ١٤] ، وقوله تعالى : (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) [سورة الزمر آية : ١٢] أي : ابتدئ بإظهار الإسلام ليتلو في الناس.
الثالث : أول المؤمنين ، أي : أول المؤمنين بذلك ، ويجوز أن يكون معناه أنه أول المؤمنين بهذا وبغيره مما هو من دين الله ليس أنه لم يكن مؤمنا به قبل ذلك وإنما أراد أنه يجدد له إيمان بعد إيمان قبل أن يتجدد ذلك لغيره فهو أول فيه.
الرابع : قوله تعالى : (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة الشعراء آية : ٥١] أي : أول المؤمنين من اتباع فرعون ، وقيل : كانوا أول مؤمني أهل دهرهم ، وذلك غلط ؛ لأن موسى وهارون عليهماالسلام كانا مؤمنين قبلهم ، وقوله تعالى : (فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ) [سورة الأعراف آية : ١٠٥] دليل على أن موسى كان قد علم أن من بني إسرائيل من هو مؤمن ، وكان فرعون يتعبدهم فطلب منه إرساله إياه.