المتن :
في الأوّل : قد قدّمنا ما فيه كفاية عن الإعادة (١) ، والذي ينبغي بيانه هنا أن ظاهر الخبر أنّ المريض يفارق الصحيح بتأخّر نزول منيّه عن حصول الشهوة ، وربما يستفاد منه أن الماء يجيء بغير دفق قويّ لا أنّه بغير دفق أصلاً ، وإنّما يستفاد ذلك منه لأنّه جعل الدفقة القوية للصحيح ، والمريض لا يجيء ماؤه إلّا بعد ، وهذه المقابلة غير وافية كما لا يخفىٰ ، بل الظاهر أنّ المراد بالتأخّر عدم الدفق المذكور للصحيح ، ولمّا كان وصف القوة في الصحيح أمكن أن يكون في المريض الدفق الضعيف (٢) وإن احتمل أن لا يكون في المريض دفق أصلاً .
ومن هنا يعلم أن ما قاله شيخنا قدسسره بعد قول المحقق : ـ وإن كان مريضاً كفت الشهوة وفتور الجسد ـ من أنّه يدلّ علىٰ عدم اعتبار الدفق في المريض صحيحة عبد الله بن أبي يعفور ، ثمّ قال : ونحوه روىٰ معاوية بن عمار في الصحيح (٣) . وعنىٰ بها ما تقدم من رواية معاوية المتقدمة . محل بحث قد سمعت كلامنا فيها (٤) .
وبالجملة : فاعتبار عدم الدفق لا صراحة للخبرين (٥) فيه ، نعم ربما يلوح منهما ذلك ، والله تعالىٰ أعلم .
وأمّا الخبر الثاني : فالإشكال فيه أنّ ظاهره عدم وجدان شيء في
__________________
(١) في ص ١٨٢ ـ ١٨٣ .
(٢) في « رض » زيادة : وعدمه .
(٣) مدارك الأحكام ١ : ٢٦٨ .
(٤) راجع ص ١٨٠ ـ ١٨٣ .
(٥) في « رض » : لأحد الخبرين .