منه الجسد وفيه الغُسل ، وأمّا المذي فإنّه يخرج من الشهوة ولا شيء فيه ، وأمّا الودي (١) فهو الذي يخرج بعد البول ، وأمّا الوذي (٢) فهو الذي يخرج من الأدواء (٣) فلا شيء فيه » .
السند :
في الأوّل معدود من الصحيح حتىٰ عند من لا يعمل بمراسيل ابن أبي عمير نظراً إلىٰ قوله : عن غير واحد ، وفيه تأمّل ظاهر .
والعجب من شيخنا قدسسره أنّه قال بعد نقلها في المدارك : ولا يضر إرسالها لأنّ في قوله : عن غير واحد من أصحابه ، إشعاراً بثبوت مدلولها عنده (٤) . فإنّ ثبوت المدلول عنده لا يقتضي وجوب العمل عند غيره ، ولو تم لزم ثبوت العمل وإن لم ترد الرواية بلفظ : غير واحد ، كما هو واضح .
وفي الثاني : الهيثم بن أبي مسروق وقد تقدم فيه القول (٥) ؛ والطاطري ثقة واقفيّ ؛ وابن رباط محتمل لأن يكون الثقة وهو علي بن الحسن بن رباط ، وغيره وهو الحسن بن رباط وعلي بن رباط بتقدير المغايرة لعلي بن الحسن بن رباط ، كما قد يفهم من رجال الشيخ (٦) ، وإن أمكن الاتحاد ، وفيه كلام ، وعلىٰ كل حال فالحديث ضعيف بالإرسال .
__________________
(١) في بعض النسخ : الوذي .
(٢) في بعض النسخ : الودي .
(٣) الأدواء : جمع داء بمعنىٰ المرض ، مجمع البحرين ١ : ١٥١ ( دوا ) .
(٤) مدارك الأحكام ١ : ١٥٢ .
(٥) راجع ج ١ : ٣٤١ .
(٦) رجال الطوسي : ٣٨٤ / ٦٠ .