عليه ، وهو أنّ ابن محبوب الواقع فيه هو الحسن ، وقد حكىٰ النجاشي عن الكشي أنّه قال عن نصر بن الصباح : ما كان أحمد بن محمد ابن عيسىٰ يروي عن ابن محبوب ، من أجل أنّ أصحابنا يتهمون ابن محبوب في أبي حمزة الثمالي ، ثم تاب ورجع عن هذا القول (١) . ولعلّ هذا من النجاشي علىٰ سبيل الإجمال ، وعدم التعرض فيه لتحقيق الحال غريب ، فإنّ التهمة والرجوع عنها لا بد من الإشارة إلىٰ حقيقتها .
والذي يخطر في البال أنّ وجه التهمة كون الحسن بن محبوب توفّي في آخر سنة أربع وعشرين ومأتين ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة كما نقله الكشي (٢) ، والصدوق ذكر في مشيخة الفقيه أنّ أبا حمزة الثمالي توفّي في سنة خمسين ومائة (٣) ، فيكون عمر الحسن بن محبوب حين وفاة أبي حمزة نحو من سنة ، فروايته عنه لا تخلو من إشكال .
وكان أحمد بن محمد بن عيسىٰ توقفه في الرواية عن الحسن من هذا الوجه ، إلّا أنّه لا يخفىٰ أنّ ذكر اتّهام الأصحاب لا وجه له ، بل هو علىٰ سبيل التحقيق ، ولعلّ المراد بالتهمة أنّ روايته عنه حينئذ إنّما تكون بالإجازة ، وعدم التصريح بذكر الإجازة في الرواية أوجب التهمة بالكذب ، لأنّ ظاهر الرواية ـ إذا لم تقيّد بالإجازة ـ أنّها بغيرها من طرق التحمل .
ثمّ إنّ رجوع أحمد بن محمد عن ذلك لعله لترجيح جواز إطلاق الرواية من غير ذكر الإجازة ، كما هو مذهب بعض العلماء علىٰ ما قرّروه في علم الدراية ، علىٰ أن أحمد وإن لم يرجح هذا ، لكن إذا حصل الوجه
__________________
(١) رجال النجاشي : ٨١ / ١٩٨ .
(٢) رجال الكشي ٢ : ٨٥١ / ١٠٩٤ .
(٣) مشيخة الفقيه ( من لا يحضره الفقيه ٤ ) : ٣٦ .