ومخالفته في البيان لما تقدم ربما اقتضىٰ خلاف الصواب .
وأنت إذا تأمّلت الخبر في التهذيب وفي الكتاب ترىٰ أنّه لا يخلو من شيء كما ذكرته في حاشية التهذيب ، وما قدّمناه من دلالته علىٰ حصر المذي في الخارج من الشهوة هو الظاهر منه .
وذكر الودي (١) من غير تعرض إيجاب الوضوء وعدمه غير واضح الوجه ، ولعلّه اكتفىٰ بالنفي في بقية الأقسام ، وفيه ما فيه .
اللغة :
قال في النهاية : الودي بسكون الدال يعني المهملة وكسرها وتشديد الياء ، البلل اللزج الذي يخرج من الذكر بعد البول (٢) . ونقل بعض المتأخّرين أنّ الوذي بالمعجمة ما يخرج عقيب إنزال المني (٣) . ولم أقف علىٰ مأخذه .
قال :
فأمّا ما رواه الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « ثلاث يخرجن من الإحليل وهي المني وفيه الغسل ، والودي فمنه الوضوء لأنّه يخرج من دريرة البول » قال : « والمذي ليس فيه وضوء وإنّما هو بمنزلة ما يخرج من الأنف » .
قوله عليهالسلام : « والودي فمنه الوضوء » محمول علىٰ أنّه إذا لم يكن قد استبرأ من البول علىٰ ما ذكرناه وخرج منه بعد ذلك شيء وجب
__________________
(١) في « د » و « فض » : الوذي .
(٢) النهاية لابن الأثير ٥ : ١٦٩ ( الودي ) .
(٣) المسالك ١ : ٢٧ .