صدق الغَسل عرفاً علىٰ ما قاله بعض (١) .
وصرّح جماعة بأنّه إنّما يتحقق بجريان الماء علىٰ البشرة ولو بمعاون (٢) ، وفي الأخبار ما يدل علىٰ الجريان .
وما تضمنه خبر زرارة ربما يرجح إرادة إمرار اليد ـ بدلالة (٣) معتبر الأخبار كما سيأتي في الترتيب ـ علىٰ الجريان ، إلّا أن يقال : إنّ الجريان ولو بمعاون ، كما صرّح به الجماعة ، لا ينافيه ما في خبر زرارة ، وحينئذ لا بعد في أن يقال : إنّ الأخبار متوافقة علىٰ اعتبار الجريان المذكور .
إلّا أنّه يمكن أنّ يدفع ، بأنّ ما يأتي من الأخبار الدالة علىٰ كيفية الغسل يدلّ علىٰ أنّه يصبّ علىٰ سائر الجسد مرّتين ، وهذا الحديث سنبينه علىٰ احتمال أن يراد بالمرّتين علىٰ اليمين واليسار ، كما هو المشهور في الترتيب ، ويحتمل أن يحمل علىٰ الصبّ مرّتين لجميع البدن ، وعلىٰ التقديرين فالجريان ولو بمعاون بعيد الحصول .
ولا يخفىٰ أنّ مثل هذا في الوضوء أيضاً يأتي ، إلّا أن يتكلف إرادة الغسل في الأغلب ، وفيه ما فيه ، ( ولعلّ ما قدمناه من العرف يسهل الخطب ، فتأمّل ) (٤) وقد نقل عن ابن الجنيد القول بإجزاء الدهن في الغسل (٥) .
وما تضمنه خبر زرارة (٦) من عدم الترتيب مطلقاً ، المخالف لما عليه الأخبار من تقديم الرأس ، وما عليه المتأخّرون من الترتيب بين الأعضاء
__________________
(١) انظر المدارك ١ : ٢٥٩ ، وجامع المقاصد ١ : ٢٦٢ .
(٢) منهم الشهيد في المسالك ١ : ٤١ ، وصاحب المدارك ١ : ٢٩١ .
(٣) في « رض » زيادة : بقية .
(٤) ما بين القوسين ليس في « رض » .
(٥) حكاه عنه في الذكرىٰ ٢ : ٢٤٣ .
(٦) المتقدم في ص ٢٣٣ .