ولا يخفى أنّ الظاهر من كلام المختلف غير ما ذكره شيخنا قدسسره لأنّ الضدّ يراد به المكتري ( والمكتري لا يكون السفر عمله فكيف يحمل عليه؟ بل مراده بالمكتري من يكري نفسه كما فهمته منه قدسسره ولو حمل المكتري ) (١) على أنّه عمله كان بعيداً. وفي القاموس : الكريّ كغنيّ : المكاري. وفيه : الأعراب سكّان البادية (٢).
قوله :
فأمّا ما رواه سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين ابن سعيد ، عن فضالة ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : « المكاري والجمّال إذا جدّ بهما السير (٣) فليقصّرا ».
عنه ، عن أحمد ، عن الحسين ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضل بن عبد الملك قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن المكارين الذين يختلفون؟ فقال : « إذا جدّوا السير فليقصّروا ».
فالوجه في هذين الخبرين ما ذكره محمّد بن يعقوب الكليني رحمهالله قال : هذا محمول على من يجعل المنزلين منزلاً فيقصّر في الطريق ، ويتمّ في المنزل ، والذي يكشف عمّا ذكرناه :
ما رواه سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن عمران بن محمد بن عمران الأشعري ، عن بعض أصحابنا رفعه (٤) إلى أبي عبد الله عليهالسلام
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من « رض ».
(٢) القاموس المحيط ٤ : ٣٨٥ ( كري ) و ١ : ١٠٦ ( العرب ).
(٣) في الاستبصار ١ : ٢٣٣ / ٨٣٠ : السفر.
(٤) في الاستبصار ١ : ٢٣٣ / ٨٣٢ : يرفعه.