وبحديث عبد الله بن سنان ، وأشار به إلى الخبر الأول (١).
يمكن أن يقال عليه : إنّ خبر ابن سنان إنّما تضمن الأذان وعدم صدق السفر ، وهو (٢) معارض بالخبر الصحيح الدال على دخول المنزل ، وما دلّ على سماع الأذان يمكن حمله على ما يوافق خبر العيص إمّا بالتخيير أو الاستحباب.
ولو اعترض بعدم القائل بهذين الوجهين. أمكن دفعه بعدم معلوميّة الإجماع على نفيهما ، وذلك كاف.
نعم ما عساه يقال : إنّ تأويل خبر العيص بإرادة سماع الأذان ، والتعبير عن هذا بدخول البيت لا بُعد فيه. يمكن دفعه بأنّه إنّما يتمّ لو انحصر الوجه فيه ، على أنّا لو تنزّلنا إلى إمكان التأويل فالقول برؤية الجدران لا وجه له ، واعتباره في الخروج للدليل لا يقتضي أنّ العلّة عدم صدق السفر بدونه.
وقد نقل عن علي بن بابويه أنّه قال : إذا خرجت من منزلك فقصّر إلى أن تعود إليه (٣). وقد رواه ابنه مرسلاً عن الصادق عليهالسلام (٤) ، وأجاب عنه العلاّمة بأنّه مرسل لا حجّة فيه (٥).
ولا يخفى عليك الحال من جهة الإرسال بعد ما قدّمناه ، والمقصود هنا بيان أنّ العلّة غير مسلّمة أعني عدم تحقق السفر مع رؤية الجدران عند الجميع.
__________________
(١) المختلف ٢ : ٥٣٥.
(٢) ليست في « رض ».
(٣) حكاه عنه في المختلف ٢ : ٥٣٤ بتفاوت يسير.
(٤) الفقيه ١ : ٢٧٩ / ١٢٦٨.
(٥) المختلف ٢ : ٥٣٤.