بقي شيء وهو أنّ خبر إسحاق ( بن عمار ) (١) محتمل لأنّ يراد بالأهل : المحلّة ، كما ذكره الأصحاب (٢) في البلد المتّسع ، ويحتمل أن يراد بالتقصير فيه جواز الصلاة قصراً إذا دخل الوقت وهو مسافر ، وكذلك خبر العيص.
ويحتمل خبر إسحاق أن يراد به السؤال عن الداخل لمكة من غير أهلها هل يلزمه التمام؟ والجواب حينئذ بنفي زوال التقصير وإن جاز التمام إلى أن يدخل أهله ، إلاّ أنّه لا يخفى أنّ نيّة الإقامة تخرج ، ويمكن تكلّف الدخول.
هذا وللأصحاب فروع في هذه المسألة ، منها : أنّ المراد بالصوت : المعتدل ، والجدران كذلك.
ومنها : أنّ المعتبر جدران البلد والقرية مع الصغر ، وإلاّ فالمحلّة.
ومنها : أنّ المراد الخفاء الحقيقي بحيث لا يسمع الأذان أصلاً ولا يرى صورة (٣) الجدران ، لا شبحها.
ومنها : أنّ الاعتبار في بيوت الأعراب الأذان فقط (٤). وللكلام في المقام مجال.
نعم ينبغي أن يعلم أنّ ما دلّ على خفاء الجدران في الخروج يدل على اعتبار تواري الإنسان من البيوت لا تواري البيوت عنه ، كما أوضحناه في حاشية التهذيب.
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في « رض ».
(٢) منهم الأردبيلي في مجمع الفائدة ٣ : ٤٠٢.
(٣) ليست في « رض ».
(٤) الأردبيلي في مجمع الفائدة ٣ : ٤٠٢ بتفاوت يسير.