وفيه : أنّ إطلاق تلك الأخبار غير معلوم كما يعلم من ملاحظتها ، لا سيّما خبر عبيد بن زرارة ، فإنّ قوله : « إلاّ أن هذه قبل هذه » له ظهور في شمول الوقت ، إذ لم يقيّد إلاّ بالقبليّة ، والاحتمال السابق (١) منّا في توجيه الاختصاص للعشاء ربما لا يدفع الظهور ، وقد تقدّم ما يؤيّد هذا في خبر داود بن فرقد (٢) ، وإن كان غير سليم السند (٣).
إذا عرفت هذا فاعلم أنّ الشيخ قد تقدّم عنه أنّه قائل في الخلاف : إنّ آخر وقت المغرب غيبوبة الشفق (٤) ، كما حكاه العلاّمة في المختلف (٥) ، ولم يذكر مذهبه في هذا الكتاب ، بل قال في المختلف : إنّ أوّل وقت المغرب غيبوبة القرص ، وإليه ذهب الشيخ في الاستبصار (٦). وقد قدّمنا (٧) أنّ كلام الشيخ هنا صريح في خلافه ، وبعض محقّقي المعاصرين سلّمه الله تبع العلاّمة في النقل (٨).
ثم إنّ العلاّمة حكى عن الشيخ في المبسوط : أنّ آخر الوقت غيبوبة الشفق للمختار ، وللمضطر إلى ربع الليل (٩) ، وقد قدّمنا (١٠) هذا أيضاً ، والذي يقتضيه كلامه في هذا المقام أنّ غيبوبة الشفق آخر وقت المغرب للمختار
__________________
(١) في ص ١٣٠٧.
(٢) في ص ١٣٠٧.
(٣) في « فض » زيادة : وغيره أيضاً. وهي مشطوبة في « د ».
(٤) في ص ١٢٩٦ ، الخلاف ١ : ٢٦١.
(٥) المختلف ٢ : ٤٤.
(٦) المختلف ٢ : ٥٩.
(٧) في ص ١٣٣٣.
(٨) البهائي في الحبل المتين : ١٤٢.
(٩) المختلف ٢ : ٤٤ ، وهو في المبسوط ١ : ٧٥.
(١٠) في ص ١٢٩٦.