ملاك الايجاب هو الخصوصية المقتضية للتأثير في كل من اجزاء العلة ، لأنه ملاك للتقدم لا وصف الايصال الفعلي المنتزع من اتيان ذي المقدمة في الخارج.
وبعبارة اخرى : ليس الملاك العلية الفعلية ، لأنه ملاك التضايف بين العلية والمعلول ، وحينئذ فما هو الملاك للايجاب ـ وهو الخصوصية المقتضية ـ موجود في كلتا الصورتين ، وما يختص بخصوص احداهما ـ وهو الايصال الفعلي ـ لا يكون ملاك الايجاب ، فاختصاصه باحداهما دون الاخرى يكون ترجيحا بلا مرجح كما عرفت.
وان أبيت إلاّ عن تعلق الوجوب ، امّا الموصلة وهو المجموع المركب الموصلة بالفعل فيثبت المطلوب أيضا من تعلق الطلب بذات المقدمة ، لانّ المجموع ليس إلاّ مجموع الاجزاء بالإسراء والمركب ليس واحدا حقيقيا ولا الاجزاء مرتبطا بعضها ببعض فلا بد من سراية الامر الى كل منها وهو ما ذكرنا من اللازم الخامس ؛ مع انّ الاتيان بالمقدمة قبل الاتيان بذيها ان بقيت على وجوبها يلزم طلب الحاصل ، وإلاّ فيثبت المطلوب من كونه ذات المقدمة حيث انّه لم يسقط الامر بدونه.
فان قلت : قد سقط الامر بغير المطلوب أيضا كثيرا.
قلت : انّ السقوط تارة بنفي الموضوع ، واخرى بالعصيان ، وثالثة بسقوط الغرض بغير المأمور به ، ورابعة بالاضافة ؛ والسقوط فيما نحن فيه ليس من قبيل الاولين كما هو واضح ، ولا من قبيل الثالث لعدم كون المقدمة من فعل الغير ولا فاقدا للشرائط من القدرة وواجدا للموانع من الحرمة ونحوها حتى لا يتعلق بها الامر ، فلا بد من الاخير وهو المطلوب.
٢١١ ـ قوله : « نعم فيما كان الواجب من الافعال التسبيبية والتوليدية كان