البركة ، ومولانا الشريف في بيته.
ولما كان يوم السبت : بعثوا من جهتهم السيد عبد الله بن سعيد بن مبارك (١) بن شنبر ، والسيد حمزة بن موسى (٢) ، وشريف آخر ، فدخلوا إلى قاضي الشرع ، واستدعوا رؤوس البلكات ، وأظهروا صورة بيوردي (٣) باشوي ، وطلبوا من القاضي تسجيله ، ومقتضاه : تولية الشريف محسن ، فامتنع. وطلب نفس البيوردي الباشوي ، فرجعوا. فركب سردار الإنقشارية ، وخرج إلى الصنجق في هذا اليوم. ورجع من دون فصل أمر ، وباتوا تلك الليلة والمحاصرة والفزعات (٤) في كل مكان ، ونهب الوزير سنبل في هذه الأيام بعض التجار ، وأخذ منهم أموالهم.
فلما كان ضحى يوم الاثنين : ثارت الإنقشارية لعدم تنفيذ البيوردي الواصل صورته من الباشا ، لأمر وقع (٥) بليل. فهجموا على القاضي في مدرسة السليمانية ، وأعانتهم العامة لما لحقهم من التعب ، فرجموه ورجمته العامة معهم ، فهرب من سطح المدرسة ، فلم يجدوه ، فنهبوا ما وجدوه ، وأطلقوا البنادق على المدرسة. فجاءت طائفة من
__________________
(١) في (ج) «امبارك».
(٢) هو حمزة بن موسى بن سليمان. أنظر عنه : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٠.
(٣) بيوردي أو بيورلدي : أمر صادر من ديوان الصدر الأعظم ، أو أمر يصدر من قبل الوالي أو من شابهه إلى صاحب مصلحة. حسين نجيب المصري ـ معجم الدولة العثمانية ٥٢.
(٤) الفزعات / من معنى الفزع ، وهي الإغاثة. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ١٠٩٣.
(٥) إشارة إلى تدبير دبر في الخفاء.