فلما كان اليوم الثالث من أيام الذمة ، لم يشعر إلا وقد دهمهم (١) بعد أن فسدت قبائله قبائلهم.
فلما ظهر للأشراف ذلك ، وانحاز بعض من معهم إلى قوم سعد ، ولم يبق معهم إلا الجبالية ويافع ، ترافعوا عنهم وعادوا إلى دوقة ، ونزل بمراحهم (٢) ، وأخذ ما وجد ، لكونهم لم يقبلوا [له](٣). فلما بلغوا دوقة ، وجدوا بها الشريف عبد الكريم ، وكان الشريف سعد قد صيّر خلفهم محمد بن عبد الكريم ، فلما أن وصل دوقة ، ورأى قوتهم بالشريف عبد الكريم ومن معه ، عاد راجعا إلى الشريف سعد ، وأخبره.
فلما فشى ذلك فيهم ، تفرقت عنهم القبائل ، ولم يبق منهم أحد ، فقصد الشريف سعد أرض غامد ، وليس معه إلا ثلاثة أو أربعة من الخيل ، ومثلها من الركاب.
فأقام الشريف عبد الكريم بالقنفذة ، وجعل عليهم العيون (٤) ، فجاءه خبر ضعفه ، وتفرق القوم عنهم.
ثم إن الشريف عبد الكريم جهز أخاه حامدا في مائتي بدوي إلى الطائف ، خوفا من أن يدخله الشريف سعد. فلما دنا (٥) من الطائف ، بلغه أن الشريف سعد سبقه إليه ، ودخل الطائف ، ومعه نحو ألف
__________________
(١) دهمهم : أغشوهم فجأة. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ١٠٢٧.
(٢) المراح : أي المكان الذي استراحوا فيه.
(٣) ما بين حاصرتين من (ج).
(٤) في (ج) «العبود».
(٥) في النسختين" دنى».