ودخلت [سنة ١١٠٩](١) ألف ومائة وتسعة :
ولما كان يوم الخميس سادس محرم منها ، طلع مولانا الشريف والقاضي المتولي في هذه السنة ، وجماعة من الفقهاء ، وحضرة البيك صاحب جدة. وأشرفوا على سطح الكعبة ، وحقق المهندسون خراب السقف عند القاضي بموجب الأمر الوارد من الأبواب.
ولما كان يوم الأحد ثالث عشر من محرم : شرعوا في اصلاح سقف الكعبة ، فأخرجوا السقف المنكسر ، وظهر أن الدرجة الصاعدة إلى السطح محتاجة إلى التغيير (٢) ، فاستمر العمل فيها ، وغيروا الدرجة ، وجعلوا فيها سبعة درج رخام ، والباقي من خشب الساج السفلي ، وغير ذلك.
وحدث من البدع ضرب خيمة بسطح الكعبة ، (زعموا أنها لاستظلال العملة ، وان زعموا أنها للوقاية من النظر إليها ممن هو في جبل أبي قبيس ، وهذا لا ينتهض مبيحا ، والأول أضعف) (٣) ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ.
وفرغوا منها في أوائل ربيع الأول ، وذبح صاحب جدة يوم فراغ العمارة نحوا من أربعين شاة ، وفرقها على المساكين ، وفرق شيئا من
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) في (ج) وردت «التعمير».
(٣) في (ج) ورد ما بين قوسين كالتالي : «زعموا أنها للوقاية من النظر إليها ممن هو في جبل أبي قبيس. وهذا لا ينتهض مبيحا وإن زعموا أنها لاستظلال العملة ، فهو أضعف انتهاضا».