ثم توجه إلى مكة ، ووصل جدة ، إلا أنه لما توجه إلى المدينة ، بعث بمال إلى مكة (١) مع كيخيته في البحر ، فوصل به إلى جدة ، وحفظه في القلعة عند صاحب جدة أحمد بيك. فلما أن وصل القايقجي إلى جدة ، إجتمع به البيك ، وفاوضه (٢) في أخبار مولانا (٣) الشريف ، وأطلعه (٤) على جلية الأمور. فقال القايقجي :
«الأمر غير منوط بمولانا الشريف ، وإنما معي مال أقسمه على أصحابه ، وأوصله إليهم ، وليس لمولانا الشريف فيه شيء».
فلم يزل البيك [به](٥) حتى عوقه. وأرسل كتابا إلى مولانا الشريف يعرّفه بذلك.
وكان مولانا الشريف بالمبعوث ، واستمر [القايقجي](٦) في جدة ، إلى أن عاد له (٧) الجواب. فيقال (٨) إنه لم يسمح بربعه ـ فإن له ربع الوارد من الحب ـ وعليه فله ربع الوارد من المال (٩).
فلما كانت ليلة الأحد الخامس من جمادى الثاني : أمطرت السماء ليلا
__________________
(١) في (ج) «بمال مكة».
(٢) في (أ) «فاوضه». والاثبات من (ج).
(٣) سقطت في (ج).
(٤) في (أ) «اطلاعه». والاثبات من (ج).
(٥) ما بين حاصرتين من (ج).
(٦) ما بين حاصرتين من (ج).
(٧) في (ج) «اليه».
(٨) في (ج) «يقال».
(٩) في (ج) «ربع المال الوارد».