والمأمور ـ.
ثم لما رأى حضرة الشريف ذلك ، أرسل للأشراف ، وفرق البعض منهم إلى الأمراء لتسكين الفتنة ، والبعض منهم لحفظ الحجاج الذين تجرعوا كؤوس (١) المشقات ، حتى وصلوا إلى الجهات ، [وتخلف هو بنفسه عن معتاده في النفر إلى بعد العشاء](٢) وهو واقف بعرفة في موقفه ، فسكنت الفتنة.
ثم توجه الشريف وأبقى بعض الأشراف في الموقف ، إلى أن شد الحاج كله ، ولم يبق من أهل مكة أحد ، فإنهم يتأخرون عادة عن الحجاج ، فجزاه الله خيرا (٣) عن المسلمين.
وفي هذا الشهر : وصلت المراكب الهندية إلى بندر جدة وعدتها سبعة.
فلما كان يوم الجمعة ثالث عشر ذي الحجة : أتم الأمير إيواز بيك نسكه ، وأراد النزول إلى جدة لينجل المراكب الواردة لأجل تدارك الموسم ، فتعرض له عسكر سليمان باشا ، ومنعوه من النزول ، فأرسل لأمير الحاج غيطاس بيك أن يحضر هو وعسكره وجماعته ، فتوجه إليه بكامل أتباعه ، ووصلوا إلى الشريف وعرفوه بالواقع ، وطلبوا الباشا يحضر مجلس القاضي / لأجل سماع الدعوى عليه ، ولأي شيء منع الوزير / ٣٧٤ إيواز بيك من نزوله جدة ، وقامت الغوغاء.
__________________
(١) في (ج) «كووس».
(٢) ما بين حاصرتين سقطت من (أ). والاثبات من (ج).
(٣) في (ج) «فجزاه الله عن المسلمين خيرا». تقديم وتأخير هذا الخبر يوضح اعجاب السنجاري بحكمة الشريف عبد الكريم في حل هذه المشكلة.