وفي اليوم السابع عشر من ذي القعدة طلع صاحب جدة وقاضي الشرع ومعهم المعمار المذكور إلى نعمان (١) ، للإشراف على العمارة التي عمرها صاحب جدة في السنة التي قبل هذه (٢) ، فأشرفوا ونزلوا.
وفي يوم الثلاثاء الخامس عشر من ذي القعدة ، ورد نجاب على مولانا الشريف ، فألبسه (٣) قفطانا.
وفي هذا الشهر وقع من مولانا الشريف غضّ عن بعض أبناء الفقهاء (٤) ـ عفا الله عنه ، وجزاه خيرا ـ.
وفي يوم الاثنين مستهل ذي الحجة الحرام ألبس مولانا الشريف القاضي مرشد الدين تشريفا (٥) ، وجعله ناظر الصّرّ (٦) حال قسمته بالمسجد.
__________________
(١) نعمان : على وزن فعلان من نعمة العيش ، وهو نضارته وحسنه ، وهو نعمان الأراك ، ويقع بين مكة والطائف ، ويشتهر بكثرة العيون ، وأشهرها عين زبيدة. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٥ / ٢٩٣ ، عاتق البلادي ـ معالم مكة ٣٠٤ ـ ٣٠٧ ، صادق باشا ـ دليل الحج إلى مكة والمدينة في كل فج ط ١ ، بولاق الكبرى الأميرية ١٣١٣ ه ص ٦١.
(٢) أي سنة ١٠٩٨ ه.
(٣) في (ج) «وألبسه».
(٤) قد يكون الغض عن أعمال منافية للأخلاق.
(٥) أي ألبسه خلعة للتكريم.
(٦) الصر : هو المال الذي كانت ترسله الدولة العثمانية إلى الحجاز وأول من أرسله هو السلطان محمد خان بن يلدرم (٨١٦ ـ ٨٢٤ ه). انظر : النهروالي ـ الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ١٧٣ ، عبد الكريم القطبي ـ أعلام العلماء ص ١٠٥ ، يوسف اصاف ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ٥٩. والمقصود بالصر المال يوضع في الصرة ويشد عليها. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ٥١٢ ، والناظر هو الذي ينظر في الأموال ، وينفذ تصرفاتها ، ويرفع إليها حسابها ، لينظر فيه ، ويتأمله ، فيمضي ما يمضي ، ويرد ما يرد ، وهو مأخوذ إما من النظر الذي هو رأس العين لأنه يدير نظره في أمور ما ينظره فيه ،