فنقض (١) علو زمزم ، وأعاده على أحسن إحكام ـ كما هو مشاهد ـ وبيّض المنائر ، وشرع في بقية شغله.
وفي هذه السنة : اقتضى رأي مولانا الشريف سعد ، أن يطلب من الأبواب [السلطانية](٢) العلية إقامة ولده الشريف سعيد (٣) مقامه في شرافة مكة ، وتواعد هو وسليمان باشا وقاضيا مكة والمدينة ، فبعث إلى الأبواب بعرض يطلب فيه ذلك.
ولما كان ليلة الأربعاء خامس شعبان : ورد مولانا الشريف مكة ، فطاف وسعى ، وجلس يوم الأربعاء للتهنئة أي ـ تهنئة القدوم ـ.
وكان ورد عليه من جهة اليمن ، أن إمام اليمن (٤) جهز غرابين (٥) ، شحن فيها هدية عظيمة تساوي ستين ألف شريفي ، وأرسل معها رسولا من جهته ليوصلها إلى أبواب السلطنة العلية على سبيل الهدية. ثم لما دخلت القنفذة حيرها (٦) صاحب القنفذة المتولي من قبل مولانا الشريف ، وأرسل يعرفه بذلك ، فأمره بإرسالها إلى مكة ، وأسلموها [إلى](٧) موسى أغا وكيل الخاصكية. وإذا هي لا يذكر ، هل ذلك إلى الإمام على
__________________
(١) في (أ) «نقضي». والاثبات من (ج).
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) مطموسة في (أ) وفي (ج) «سعد». والتصحيح من المحققة.
(٤) امام اليمن في هذه الفترة هو الامام الناصر محمد بن أحمد بن الحسن.
(٥) الغراب : مركب بحري. النهروالي ـ البرق اليماني ، مقدمة البرق اليماني ص ٧٩.
(٦) في (أ) «صيرها». والاثبات من (ج).
(٧) ما بين حاصرتين من (ج).