فإنه جعل الوزير في هذا الخطاب مقام قابي كيخية حضرة مولانا الشريف ، وإلا فالقواعد والمراسيم والقوانين السابقة في المراسيم لم يذكروا فيها مثل هذا ، ولكن الخصوصية الزائدة اقتضت ذلك (١).
ثم بعد تمام القراءة توجه الشريف إلى داره السعيدة ، وجلس للتهنئة ، فطلع إليه الناس وهنوه ، وباركوا له.
وفي يوم الخميس سابع شوال : أرسل الشريف عبد الكريم إلى الشريف سعيد :
«بأنك ترحل من العابدية ومن هذه الجهات ، وأطراف الحجاز ، فإن حضرة السلطان لزم علينا في نفس الأمر الوارد صحبة الأغا بذلك ، ونحن وأنت من تحت أمر السلطان».
فرحل الشريف هو وأتباعه ، وتوجه إلى جهة اليمن.
وفي يوم الاثنين ثاني (٢) شهر ذي القعدة : ورد نجاب مصر المحروسة ، وصحبته أحد أتباع شيخ الحرم المكي الأمير إيواز بيك ، والمرسل له إسماعيل أغلى ، وإن / المتولي وصل مصر ، وهذا العزل كان بطلب الصنجق ، فإنه اشتاق إلى والده وبلاده ، وطلب من حضرة الشريف يعرض إلى الدولة العلية بعزله ، فوافقه بعد التأبي الشديد ، فجاءه جواب العرض بالعزل ، لأن في السابق طلب الصنجق (٣) ذلك من السلطنة ، فما وافقوه ، وجعلوا الأمر منوط بالشريف. فلما علم ذلك ،
__________________
(١) هذا القول يدل على مكانة الشريف الكبيرة لدى السلطان العثماني.
(٢) في (ج) «ثامن».
(٣) في (أ) تكرر «طلب الصنجق ذلك».