والمدينة (١). فوردت جدة سابع عشر ربيع الأول من السنة المذكورة ، فحصل بها فرج كبير للناس.
وأظهر الأشقياء بمكة ما حكروه (٢) من الحبوب ، وبادر صاحب جدة سليمان باشا بإرسال المبيع من ثالث يوم وصوله جدة ، فباع الحبّ بمكة بأربعة وستين محلقا بعد أن كان بنصف ريال الكيلة ـ ولله الحمد والمنة ـ.
ولما كان أواخر رمضان سنة ١١١٥ ه : تنافر مولانا السيد عبد الكريم بن محمد بن يعلى ، مع مولانا الشريف سعيد بن سعد ، لأمر اقتضاه (٣). وخرج لخروجه جماعة من بني عمه آل بركات (٤) ، وكان اجتماعهم عليه ـ أعني السيد عبد الكريم ـ.
ثم اتسع الخرق ، فخرج جماعة من كبار الأشراف ومشايخ آل حسن (٥)
__________________
(١) في (ج) «بين المدينة ومكة». تقديم وتأخير.
(٢) في (ج) «حكره».
(٣) التنافر الذي حصل كان بسبب الخلاف على المعلوم.
(٤) آل بركات : قسم كبير من أشراف الحجاز. بعضهم يقيم بمكة ، وغالبهم سكان مر الظهران ، وهم بنو بركات بن محمد بن أبي نمي بن بركات من بني الحسن بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه. وأبو نمي هذا تولى امارة مكة من سنة ٩٢٣ ـ ٩٣٢ ه وظل أمر الحجاز في ذرية أبي نمي إلى سنة ١٣٤١ ه حين تنازل الملك علي بن الحسين عن ملك الحجاز للملك عبد العزيز آل سعود. وتفرع من ذوي بركات هؤلاء الأشراف ذوو حسين ، وذوو إبراهيم ، وذوو عمر ، وذوو عبد الكريم. البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ١ / ٣٦ ، ٣ / ٤٩٨. شرف عبد المحسن البركاتي ـ الرحلة اليمانية ط ٢ ص ١٣٥ ـ ١٣٦.
(٥) آل حسن : هم بنو حسن بن محمد أبي نمي بن بركات من أشراف الحجاز ، وتفرع من حسن هذا : الأشراف العبادلة ، الأشراف ذوو زيد ، الشنابره ، سرور ، الحرث ، المناعمة ، جيزان ، جود الله ، وهم منتشرون بين مكة والطائف ومر الظهران ونخلة. ـ عرفوا بالأشراف من عهد أبي نمي. البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ١ / ١٠٤ ، شرف عبد المحسن البركاتي ـ الرحلة اليمانية ١٣٦.