ثم ان مولانا الشريف صار يخرج ليلا يتفقد البلد. وأمر بالنداء على الخمر والفواسق (١).
وفي يوم الإثنين الثالث عشر من ربيع الثاني : كسر في قناة العين (٢) نحوا من ثلاثين ذراعا.
فجاء الخبر لمولانا الشريف ، فبعث من وقته بالمهندسين. فأشرفوا ، فاقتضى رأيهم أن يجعلوا دبلا من خشب ، يجروا فيه العين ، إلى أن يفرغوا من الشغل في المنهدم.
فبعث إلى نائب جدة أحمد آغا ناظر العين ، فحضر في ليلته ، وأوجد لهم (٣) الوزير عثمان حميدان جميع ما يحتاجون إليه من خشب (٤) وغيره ، فبذلوا الهمة إلى أن تم فصنعوه بمكة ، وطلعوا به رابع عشر الشهر ، وركبوه ، وأجروا فيه الماء يوم الجمعة سابع عشر الشهر. واستمر الشغل فيها بغاية الهمة ، إلى أن تم بناء المهدوم (٥) ، وأجروا فيه الماء ، في اليوم الثامن (٦) عشر من الشهر.
وفي يوم العشرين من هذا الشهر : ورد صاحب جدة أحمد بيك المتولي إلى مكة ، فاجتمع بمولانا الشريف فأكرمه مولانا الشريف ،
__________________
(١) في هذه الفترة ظهرت بعض المفاسد والسرقات فاضطر شريف مكة أن يعلن ذلك النداء. ثم لم يكتف بذلك وإنما أصبح يعس هو والأشراف في الناس.
(٢) المقصود عين زبيدة.
(٣) في (أ) «وأوجدهم». والاثبات من (ج).
(٤) في (ج) ورد «ما يحتاجوه من الخشب».
(٥) بالأصل البناء المهدوم والتصحيح من ج.
(٦) في (أ) «ثاني عشري». والاثبات من (ج) لسياق الأحداث.