ولم يزل مولانا الشريف بالمعابدة ، إلى أن خرج من مكة ليلة الاثنين سابع جمادى الأولى متوجها إلى الشام ، ونزل الوادي (١).
ثم عنّ له نزول جدة ، فجاء الخبر بذلك ، أنه دخل جدة (٢) في أواسط جمادى الأولى ، وأقام بها في القلعة ثلاثة عشر يوما. وصادر من بها من التجار ، فأخذ منهم عشور ما أخذوه في هذه السنة من البرّ كاملا.
وكان العادة أن يؤخذ من الوارد نصف العشر (٣) ويكون النصف [الآخر](٤) لصاحب الزاله (٥) تحت مصرفه عليها وعلى الخدام.
والحاصل أنه أخذ من التجار بها نحوا من سبعين كيسا. وقيل ، سبعون ألف أحمر (٦).
وخرج من جدة فنزل ذهبان (٧) ، وأرسل إلى جدة لأجل (٨) أخذ
__________________
(١) وادي مر الظهران.
(٢) في (ج) وردت «فجاء الخبر أنه قصد جدة فدخلها».
(٣) في (ج) وردت «نصف عشور ما أخذوه».
(٤) ما بين حاصرتين من (ج).
(٥) الزالة : تعني الضريبة على المرور أو المكس. أو لعلها الزله بمعنى العطيه. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٢٥ حاشية (٢). أي أصحاب العطاء.
(٦) وردت في (أ) هكذا «نحوا من سبعين ألف أحمر ، وقيل سبعين ألف كيس». والاثبات من (ج). والأحمر : نوع من القروش.
(٧) ذهبان : قرية بالساحل بين جدة وقديد. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٩. وهي الآن قرية عامرة بالسكان على بعد ٥٠ كلم شمالي جدة على طريق المدينة. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ٢٦٠.
(٨) في (ج) «لأخذ».