ولما وصل مكة ، توجّه إلى مولانا الشريف مع الصنجق ، والتقى (١) به في الطائف ، واستمر عنده ، ثم رجع إلى مكة ، ودخلها محرما من جعرانة (٢) ليلة الثلاثاء حادي عشرين جمادى الثاني. ونزل أحد المدارس وهي الداودية.
وجاء المال من جدة ليلة الخميس ، وجلس لتقسيمه بالمسجد تحت المدرسة السليمانية ، وحضر قاضي مكة وكتبة مولانا الشريف ، وذلك يوم الجمعة رابع عشرين جمادى الثاني ، وطلب دفتر ست ومائة (٣) من الجلبي (٤) محمود بن مصطفى ، وقسم على حسب الوارد تلك السنة ، ثم طلب دفتر سنة خمس (٥) ، وقسمه.
ولم يزل مولانا الشريف في محلّه ، إلى أن رجع إلى مكة ليلة الجمعة ثامن عشر شعبان ، فدخل مكة ، وصام بها.
وفي رابع عشرين رمضان : وصل أمين الصدقة الهندية مكة من المراكب. وكان نزل للقائم المكرم أبو بكر أفندي بن عبد القادر ، كاتب
__________________
(١) في (أ) «والتقا». والاثبات من (ج).
(٢) جعرانة : والمقصود بها الجعرانة ، بكسر أوله وسكون ثانيه وتخفيف الراء ، كما اتفق اللغويون على ضبطها. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ١٤٢. وأهل مكة اليوم ينطقونها بضم الجيم. والجعرانة اليوم قرية صغيرة في صدر وادي سرف تبعد عن مكة بحوالي ٢٩ كلم (شمال شرقي مكة). ثم اتخذت عمرة اقتداء باعتمار الرسول صلىاللهعليهوسلم منها بعد غزوة حنين ، عاتق البلادي ـ معجم معالم مكة التاريخية والأثرية ٦٤ ، عاتق البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ١٤٨ ـ ١٥١.
(٣) أي دفتر عام ١١٠٦ ه.
(٤) في (ج) «محمود جلبي». تقديم وتأخير.
(٥) أي ١١٠٥ ه.