ثم إن السيد عبد الله بن بركات ، والسيد زين العابدين ، أرسلوا إلى السيد سعيد وقالوا له : «اخرج من بلد الشريف».
فرد لهما جوابا غير لائق ، فأيقنوا منه الخلاف. فسارت الأشراف بمن معهم من العسكر ، ومعهم ابن زياد (١) شيخ أهل الفرع (٢) بما معه من قومه ، ومعه أيضا ابن رحمة ، بمن معه من حرب ، إلى أن وصلوا إلى ينبع البحر ، فمانعهم السيد عبد الله بن سعيد ، وحاصرهم أياما ، ثم عجز ، وطلب الأمان ، فأمنوه ، [فخرج](٣) ليلا إلى أن لحق بأبيه ، وأقام معه بالجابرية. وتفرقت عنهم العرب ، ولم يبق معهم إلا عبيدهم ، ومن يلوذ بهم ، وكانت هذه الواقعة يوم الخميس رابع عشر جمادى الأولى (٤).
وورد بنصرة جماعة الشريف عبد الكريم ، فألبس المبشّر ، ودار على دور الأشراف ، كما هو العادة في خبر النصرة ، فألبسوه الملابس الحسنة ، وركزت الأعلام على بيوت السادة الأشراف.
هذا ما كان من أمر الشريف سعيد.
وأما أبوه الشريف سعد : فبعد أن خرج إلى المعابدة ، أرسل إلى ابن
__________________
(١) في (أ) «ريا». والاثبات من (ج).
(٢) الفرع : قرية من قرى المدينة المنورة على طريق مكة المكرمة ، زراعية تشتهر بكثرة النخيل ، وتقع بين رابغ وينبع. أحمد العباسي ـ عمدة الأخبار ٣٨٨ ، السمهودي ـ خلاصة الوفاء ٥٦١ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ٤١ ـ ٤٤ ، السباعي ـ تاريخ مكة ٢ / ٤٥٥ حاشية (١).
(٣) سقطت من النسختين واستدركه ناسخ (ج) في الحاشية اليمنى.
(٤) رابع عشر جمادى الأولى من سنة ١١١٦ ه.