وتخلفا عن الوصول صحبة المراكب لأي سبب ، وهما مركب سلمى ، ومركب حسين بك.
وأخبر هذا النجاب ، أن أخبار الحاج الشامي وصلت إلى مصر المحروسة / وأنه وصل إلى بلده بالسلامة ، ويخبر أيضا :
أن الباشوات الذين خرجوا لملاقاة الحج الشامي ، وقع بينهم وبين عترة وبين صخر قتلة عظيمة ، قتل منهم شيخهم دبيس.
وفي يوم الأحد سابع عشرين الشهر المذكور (١) : وصل حضرة الشريف عبد الكريم إلى مكة من الليث ، لأنه عند توجهه إلى السادة الأشراف الجلوية وصل إلى هذا المحل ، بلغه أنهم تفرقوا ، وشعثروا (٢) جميع ما نهبوه ، والذي عجزوا عنه تركوه ، فجلس في الليث ، وأرسل جماعته حيث أراد.
وفي غرة ربيع الثاني : وقع بين الإنقشارية في بعضهم فتنة ، بسبب واحد منهم ، وتزايد بينهم القيل والقال ، ولم يتفقوا على حال (٣).
فاجتمع جماعة مع هذا الشخص على أنهم يخرجون من بلكهم إلى بلك العرب ، ففعلوا ذلك.
فاشتدت الفتنة ، وتطالبوا على قوانينهم فما حصل بينهم وفاق ، فطلعوا لحضرة الشريف ، ورفعوا إليه أمرهم بجميع ما صار لهم ، فأظهر
__________________
(١) الشهر ربيع الأول.
(٢) بمعنى فرقوه ونشروه وهي من الكلمات العامية التي لا تزال تستعمل بهذا المعنى ، وربما أخذت من كلمة التشعث التي تعني التفرق عن هذا انظر. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٣٢٢.
(٣) يشير السنجاري هنا إلى الخلافات التي كانت تقع بين الإنقشارية ، والتي كانت من أسباب ضعف الدولة العثمانية.