ثم ما كان من أمر الشريف سعيد : فإنه بعد [ما](١) انكسر قومه ، توجه إلى الطائف ، وأرسل عرب اليمن الذين جاء بهم صحبة ابن أخيه السيد مساعد إلى بلادهم وأماكنهم.
فلما بلغ الشريف عبد الكريم ، أن الشريف سعيد وصل الطائف ، أرسل خلفه أحد أخوانه بعرب من ثقيف وعتيبة ، خوفا من أن يقع منه مخالفة على أحد من أهل الطائف.
فلما عزم أخو الشريف إليه ، وجده قد خرج منه ، فرجع إلى مكة ، وأخبر الشريف بذلك.
ودخل موسم هذه السنة (٢) ، والناس في غاية من الأمن والأمان.
ولما كان يوم السابع : ركب مولانا الشريف ، وعرض لأمير المصري (٣) ، وتوجه إلى المحل المعتاد ببقاء الأمراء هو والسادة الأشراف وسائر العساكر والعربان ، ولبس القفطان الوارد صحبة الأمير غيطاس بيك أمير الحاج المصري ، وهذه أول سنة حج فيها أميرا على المحمل (٤) ،
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) أي موسم الحج لعام ١١١٧ ه.
(٣) في (ج) «المصدر».
(٤) أي على المحمل المصري. والمحمل عبارة عن أعواد من خشب على شكل الهودج ، ذوي سقف يأخذ في الارتفاع من الجوانب إلى الوسط الذي فيه قائم ينتهي بهلال. وفي العادة يسدل على ذلك الهيكل الخشبي كسوة قد تكون من الحرير ، وقد تكون من غيره ، ويوضع أثناء السفر على ظهر جمل. عبد الله غازي ـ إفادة الأنام ٣ / ٢٨. انظر : الجزيري ـ درر الفرائد ١٢١ ـ ١٧٦ ، علي بن حسين السليمان ـ العلاقات الحجازية المصرية ، سيد عبد المجيد ـ الملامح الجغرافية لدروب الحجيج ط ١ ، الكتاب الجامعي ، جدة ١٤٠١ ه / ١٩٨١ م ص ٨٦ ـ ٩١. وهذه بدعة محدثة في الدين. لقول الرسول صلىاللهعليهوسلم : «أوصيكم بتقوى الله عزوجل ، والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش