وبعض أكابر الأغوات ممن كان اعتماد الشريف أحمد بن غالب عليهم.
وفي يوم السبت السابع من شعبان : أطلع مولانا الشريف قفطان الوزارة على الآغا يوسف السقطي ، فخرج في العسكر إلى منزل الصنجق ، فأخلع عليه الصنجق أيضا فروا آخر غير فرو مولانا الشريف ، وخرج من عنده إلى داره ، وجلس (١) للتهنئة.
واستمر الصنجق إلى النصف من شعبان. فدخل البيت ، وسافر إلى جدة لخبر مركب هندي وصل إليها ، وبعض جلاب (٢) من اليمن.
وفي هذه الأيام أمر الصنجق المذكور (٣) ببناء بئر طوى (٤) ، فبنى عليه طاجن (٥) بقبة صغيرة ، وبنى إلى جانبه مسقفا للبواب ، ومطاهر ، ومسجدا ، وجعل هناك صفة منتزه ، وعين لها معلوما ، وجراية للخادم المقيم بها لجبذ (٦) الماء ـ جزاه الله خيرا ـ. وأمر أيضا ببناء مسقف على
__________________
(١) سقطت من (ج) ، واستدركه الناسخ في الحاشية اليمنى.
(٢) جلاب وجلب وجلبات : سنبوق ، وهو زورق كبير طويل يصنع من ألواح تربطها حبال من ألياف جوز الهند ، ويستعمل في البحر الأحمر. رينهارت دوزي ـ تكملة المعاجم العربية ٢ / ٢٤٠.
(٣) الصنجق المذكور هو محمد باشا.
(٤) بئر طوى : هي البئر المعروفة اليوم (ببئر طوى) بجرول بين القبة وريع أبي لهب ، وهي المكان الذي بات فيه الرسول صلىاللهعليهوسلم ليلة الفتح. وجغرافيا هو الوادي الذي يمر بين الحجون وريع الكحل مارا بجرول ، حتى يجتمع بوادي إبراهيم في المسفلة. وفي وسط الوادي حي العتيبة ، وأسفله جرول ثم التنضباوي. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٥ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧. البلادي ـ معالم مكة ١٦٨ ـ ١٦٩.
(٥) طاجن : جمعه طواجن ، وهي قباب لا رؤوس لها من الخارج. القطبي ـ أعلام العلماء ص ٣٠ حاشية (٣).
(٦) في (ب) «لجبد» وجبذ الماء : بمعنى الجذب (من مصدر جبذ). رينهارت