إلى أن سافر الشامي والمصري ، فخرجت الأشراف عن طاعة مولانا الشريف ، وعاد الأمر إلى انقطاع الطرق ونهب الضعيف ، وترفعت الأسعار.
فنزل مولانا الشريف سعيد ببستان الوزير عثمان حميدان بالمعابدة.
ولما كان سلخ هلال ذي الحجة : اجتمع كبار العسكر إلى قاضي الشرع المتولي ، فأمرهم بمعاودته بعد صلاة العصر ، وأمر فراشا بجمع الفقهاء وبياض الناس.
فأجمع رأيهم على كتابة عرض إلى الأبواب في شكوى حالهم ، وما وقع لهم من الأشراف. فاشتد الأمر بهذا الطارئ (١) أكثر من الأول.
[سنة ١١٠٣ ه]
وهلّ شهر المحرم (٢) من سنة ١١٠٣ ألف ومائة وثلاثة ، فتفرقت عسكر مولانا الشريف من يديه ، ولم يبق معه من يعول عليه. فنمي إليه أن الشريف سعيد والسيد عبد الله بن هاشم يحاول كل منهما نيل هذه المنزلة.
فطلب ليلة الأربعاء الثالث من محرم من صاحب جدة [محمد باشا](٣) أن يبعث له عسكره يبيتون بالباب. فباتوا تلك الليلة إلى الصبح. فكان (٤) صاحب جدة لما بلغه هذا الأمر ، كره أن يتم من غير رأيه ،
__________________
(١) الطاري : من طرأ ، بمعنى ورد وأقبل مفاجأة. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٥٧٦.
(٢) في (ج) ورد «وهل شهر المحرم افتتاح سنة ١١٠٣».
(٣) ما بين حاصرتين من (ج).
(٤) في (ج) «وكان».