فتأهب في خدمه وأترابه ، فطلع لمولانا الشريف ، ودعى القاضي وبعض الوجوه ، وبعثوا إلى الشريف سعيد من يأمره بالخروج من البلد ، فامتنع المأمورون (١) بذلك وقالوا :
«ما حصل من الرجل ما يوجب خروجه على هذا الوجه».
فاقتضى رأي الصنجق أن يركب بنفسه في عسكره ، ومعه الأصباهية من العسكر المصري ، ويطلع إلى المشار إليه ، فيخرجه.
فركب قبيل صلاة الظهر متوجها إليه في أوفر (٢) عدة ، نحوا من ستمائة عسكري.
فلما وصل سوق المعلاة خرج في ساقته (٣) بعض الأشراف ، منهم السيد مساعد بن سعد ، والسيد عبد المحسن بن أحمد بن زيد ، وجماعة أخرى من طريق سوق الليل ، واعترضوه عند تربة النسفي ، فردوه مكرها قبل أن يصل ، وأخبروه أنه إن جاوز هذا الحد قتل البتة.
فرجع ، وبات ليلة الخميس ، ورحل من / يومه بعد صلاة الظهر ، ونزل بالسبيل الذي بذي طوى (٤). وبات تلك الليلة ، وسار يوم الجمعة إلى جدة.
__________________
(١) في (أ) «فامتنعت المأمورين». والاثبات من (ج).
(٢) في (أ) وردت «في اقري». والاثبات من (ج).
(٣) الساق مؤخرة الجيش ، وتكون في الخلف. والمقصود أن هؤلاء الأشراف اتبعوهم.
(٤) في (أ) «بطوى». والاثبات من (ج).