ولمولانا السيد عمر (١) ابن مولانا السيد علي السمهودي مفتى السادة الشافعية بالمدينة المنورة رسالة مستقلة (٢) في هذه الواقعة.
وفي يوم الثلاثاء ثاني (٣) عشر شهر صفر الخير : وصلت المراكب الهندية إلى بندر جدة ، ووصلت الأخبار بصحبتها ، بأن أورنك زيب (٤) سلطان السند انتقل إلى رحمة الله تعالى ، ثامن عشر شهر ذي القعدة من السنة التي قبلها (٥). وجلس مكانه في التخت ابنه الأكبر عالم شاه ، وكان والده ـ سامحه الله ـ في غاية من الزهد والورع من أهل السنة والجماعة ، مكث في السلطنة زهاء من خمسين سنة وله حسنات وخيرات ومرتبات لأهل الحرمين الشريفين جارية إلى الآن (٦) ، تغمده الله برحمته ورضوانه ، وأسكنه أعلى فراديس جنانه (٧) بمنه وكرمه آمين ـ.
وخلف من الأولاد الذكور ثلاثة : عالم (٨) وأعظم شاه (٩) ، وكم
__________________
(١) هو السيد عمر بن علي السمهودي. ولد بالمدينة سنة ١٠٨٥ ه. كان فاضلا ، أديبا ، واماما وخطيبا. توفي سنة ١١٥٧ ه بالمدينة. مؤلف مجهول ـ تراجم أعيان المدينة المنورة في القرن ١٢ الهجري ص ٤٦.
(٢) الرسالة التي يذكرها السنجاري ليست للسيد عمر. وانما هي للسيد محمد علي المدني السمهوري. وهي رسالة في قصة شمامة في قنديل وسماها كسر الشمامة. مؤلف مجهول ـ تراجم أعيان المدينة ١٢٤.
(٣) في (ج) «عشرة شهر صفر».
(٤) في النسختين وردت «أرنق زيب». وهو صحيح ، وسبق التعريف به.
(٥) في (ج) «السنة التي قبل هذه» وهي سنة ١١١٨ ه.
(٦) أي إلى وقت زمن المؤلف سنة ١١٢٥ ه.
(٧) في (ج) «الجنان».
(٨) وهو المعروف بالشاه علم بهادر. وهو أكبر أبناء السلطان أورنك زيب. واستطاع أن يقضي على أخويه وينفرد بالعرش إلى حين وفاته. انظر : أحمد محمود الساداتي ـ تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية ٢ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣.
(٩) أعظم شاه هو الذي نادى بنفسه سلطانا بمالوه عقب وفاة والده. وقضى عليه