هكذا أخبرني فقيه سردار المتفرقة ، وأنهم ضبطوا عند إيواز [بيك](١).
وفي اليوم الثاني : جمع القاضي بين إيواز بيك والشريف عنده ، وأبان إيواز بيك عن حجته ، وذكر ما أخذ عليه فقال : «أرد كلّ ما قدرت عليه مما هو لك ، وما لم أجده ، أعطيك ثمنه».
وقاما من عند القاضي ، وذهب كلا إلى بيته ـ والله أعلم بما في نفوسهم ـ.
ثم لما كان يوم سابع عشر ربيع الثاني : هجمت الأشراف مكة عند صلاة الحنفي (٢) ، فخرج عليهم الشريف سعيد ، فرجعوا.
ولم تزل العسكر بين الشريف سعيد وإيواز بيك حتى جمعوا بينهما ، وحصل الصلح ـ بحسب الظاهر ، والله أعلم بحقيقة الحال ـ.
ولما كان يوم الاثنين ثامن عشر شهر رجب الفرد الحرام : ورد مكة خبر آغاة القفطان ، وأنه ، وصل من ينبع وصحبته الأمر السلطاني بشرافة مكة لمولانا الشريف عبد الكريم بن محمد بن يعلى ، وأن الوزير سليمان
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) أي عند صلاة إمام الحنفي لأن كل إمام من أئمة المذاهب الأربعة كان يصلي بأتباعه ، فكان أولا يصلي الإمام الشافعي ، ثم الحنفي ، ثم المالكي ، ثم الحنبلي. وهذا في الصلوات الأربع ، أما صلاة المغرب هم يصلونها في وقت واحد كل إمام يصلي بطائفة. عن هذا انظر : ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢١٣ ـ ٢١٥ ، عبد الله باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٢٢٩. وقد تم في عهد الدولة السعودية الأولى ـ سعود بن عبد العزيز ـ إلغاء هذا التعدد وجمع المصلين على إمام واحد ، كما تم هذا الأمر أيضا في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن سنة ١٣٤٣ ه. السباعي ـ تاريخ مكة ٢ / ٩٤٨ ، عبد الله باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٢٣٣.