والمدارس ، ولم يزل الحصار بينهم.
وأما مولانا الشريف : فسلط عليه عسكره وعبيده وبدوه من جهة عقد بشير ، فلما شعر بذلك أرسل جماعة من البلكات إلى تلك الدور فترسوا هناك ، ومنعوا ما حولهم من العبيد والعرب بالرصاص.
واستمر الرمي من البيوت والمدارس في جوف المسجد بين الفريقين ، وإيواز بيك ومن معه من البلكات الست محصورون في البيت.
ولم يزل الأمر يتزايد حتى كثرت القتلى والجرحى (١) في البيوت وخارجها ، وفي المسجد وسطح المسجد ، وما بين الأروقة.
وعزل السوق ، وأظلم الجو من دخان البارود ، وبقي الأمر على هذا إلى اليوم الثاني ، فالتمس مولانا الشريف من إيواز بيك الصلح ، وبعث إلى القاضي يأمره بإرسال جماعة من الفقهاء إلى إيواز بيك يلتمس منه الكفّ.
فبعث إليه أن ذلك لا يكون إلا إن كفّ هو جماعته.
واتفق الأمر على إرسال جماعة من رؤوس (٢) البلكات ، حضروا عند القاضي [فأمرهم القاضي](٣) بالسعي في الصلح.
فسعوا في ذلك بعد التأبّي الأعظم ، وهمدت الفتنة ، بعد أن نهب لإيواز بيك وللعسكر ما يساوي نحو (٤) مائة كيس من القروش من الأمتعة وغير ذلك.
__________________
(١) في النسختين «الجرحا». والاثبات من المحققة.
(٢) في (أ) «رؤس». والاثبات من (ج).
(٣) ما بين حاصرتين من (ج).
(٤) في (ج) «نحو ما يساوي مائة كيس».