يسمى محمد بن أحمد بن جابر ، وجماعته من الجلابة أهل الرقيق ، ولم يسلم أحد منهم إلا القليل. وكانت الأخاذة لهم بنو علي (١) ، قبيلة من حرب ، قابلهم الله بحرب من عنده.
ولما كان يوم الجمعة خامس عشر ربيع الثاني : أرسل السيد أبو زيد ، قاصدا من عنده لمولانا الشريف ، ولمولانا السيد عبد الكريم بن محمد بن يعلى ، يعرفهما بأن السادة الأشراف الجلوية مرّوا على اليفاع (٢) ، ومعهم غزو قاصدين درب جدة.
ففزع مولانا الشريف عصر يومه ، وفزعت جميع الأشراف معه ، وأقام مقامه في الديرة (٣) وكيلا عنه السيد عبد الله بن سعيد بن زيد ، فبات تلك الليلة بالوادي ، وسرح قاصدا الأهل المسمى بالحمام (٤) ، وتقدم قدامه بعض السادة الأشراف ، فاتجهوا بالسيد حسن بن عبد الله بن حسين ابن عبد الله متقدما عن رفقائه ، فلما اختلطوا به سألوه ، فقال : «قصدت مواجهة الشريف».
فأرسلوا إلى الشريف ، وعرّفوه بذلك ، فلما رآه ، قال للأشراف الذين معه : «لا أحد يدخل منكم محسن بن عبد الله (٥)».
__________________
(١) في النسختين «بني علي». والتصحيح من المحققة. وهم بطن من السرحة من بني سالم من حرب. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣٢٤.
(٢) اليفاع : من قرى ذمار باليمن. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٥ / ٤٣٩.
(٣) في النسختين «الدايره». والتصحيح من المحققة. والمقصود بها البلد.
(٤) الحمام : مكان في وادي فاطمة «مر الظهران» شمالي غربي أبي عروة ، بناه الأشراف حوالي القرن الحادي عشر الهجري بجوار بيوتهم هناك. عاتق البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ٥٦.
(٥) أورد هذا الخبر أحمد زيني دحلان في خلاصة الكلام ١٢٦ ـ ١٢٧.