وفي يوم السبت السادس والعشرين من (١) محرم الحرام من السنة المذكورة (٢) : خرج مولانا الشريف إلى الزاهر قاصدا [جهة](٣) المدينة ، وأناب منابه بمكة مولانا السيد بشير بن مبارك بن فضل بن مسعود (٤).
في هذه الأيام أمر مولانا الشريف بأناس ، بلغه أنهم يصكون الدراهم (٥) ، فأمر بنهب بيوتهم ، ففعل بهم ذلك ، وأمهلوا نحو خمسة أيام ، وأخرجوا من البلد ، وأحضرت آلات الصك (٦) بين يديه ، فصلحت المعاملة. ثم ظهر له أن نائب حكمه خانه في بعض مال المنهوبين ، فعزله ، وأمر بنهب بيته أيضا ، فأخذ جميع ما فيه ، وجعل نائبا غيره.
__________________
(١) في (ج) «سادس عشر». والاثبات من (ج) لترتيب الأيام فالتاريخ السابق ١٩ محرم.
(٢) ١١٠٠ ه.
(٣) ما بين حاصرتين من (ج).
(٤) في النسختين ورد الإسم بشير بن مبارك بن فضل بن مسعود. وأعتقد أن هناك تصحيفا في الاسم ، لأنه لا توجد شخصية بهذا الاسم وينطبق عليه ما قاله السنجاري إلا شخصية بشير بن مبارك بن فضل بن مسعود بن حسن بن أبي نمي. وهذا كان شاعرا فاضلا محبا للشعر والشعراء. قال عنه الموسوي : «سخرت له قوافي الموشحات». وممن مدحه الشاعر محمد علي بن حيدر الحسيني ، ولي إمارة المدينة في عهد الشريف أحمد بن غالب ، توفي سنة ١١٣٨ ه. أنظر عنه : الموسوي ـ نزهة الجليس ٢ / ٣٣٥ ، عائض الردادي ـ الشعر الحجازي ١ / ٢٥٤.
(٥) أي أنهم كانوا يقومون بتزييف النقود. عن هذه الحادثة انظر : محمد علي الطبري ـ الاتحاف ٢ / ٧٤.
(٦) في (ج) «الصكة».