إرسالها طول المسافة ، وعدم درايته ، فبقيت عند المشار (١) إليه ، إلى أن عزم بها الواصل معها إلى الأبواب.
وجاء الخبر إلينا ، في أواخر شوال من السنة التي (٢) بعد هذه (٣) ـ وهي سنة أربعة عشر ومائة وألف ـ ان المشار إليه (٤) ورد على الوزير واجتمع به ، وجعل يشكو مولانا الشريف ، وأنه أخذ جملة من الهدية المذكورة. وكان حاضر المجلس ابن المفتي ، وكان في مكة عام وروده إلينا. فكذبه ، وقال :
«إن الهدية إنما استلمها موسى أغا ، وبقيت في داره إلى أن توجه بها هذا الرجل ، وكلّ ذلك باطّلاعي».
فأمر الوزير بإخراجه من مجلسه مهانا مضروبا ، فخرج بهذه الحالة. ـ نعوذ بالله من أفعال أهل الضلالة ـ.
ودخل موسم سنة ١١١٣ ه ألف ومائة وثلاث عشرة (٥).
واستمر مولانا الشريف ، إلى أن خرج للعرضة على جاري عادته ، / إلى المحل المعدّ للقاء الأمراء ، ولبس سادس ذي الحجة (٦) قفطان المصري.
__________________
(١) المشار إليه هو موسى آغا.
(٢) سقطت من (أ).
(٣) في (أ) «بعدها». والاثبات من (ج) لسياق المعنى.
(٤) المشار إليه : الرسول الذي حمل الهدية من اليمن إلى الأبواب العلية.
(٥) ورد في (أ) «ودخل موسم أربعة عشر ومائة وألف». والاثبات من (ج) لسياق الأحداث والتواريخ. والمقصود بالموسم موسم الحج.
(٦) وردت في (ج) «ذي القعدة». ثم استدركه في الحاشية اليسرى «بذي الحجة».